الثلاثاء، ١ يونيو ٢٠١٠

بشر كالاصنام

هل هي صدفة أنه عندما اعترضت اسرائيل قافلة المساعدات كانت تسمى " الحرية " ... هل هي صدفة أن تعتقد اسرائيل أن هذه القافلة تحمل أسلحة للفلسطينين... يجب أن نعلم أن كل ما يحدث هو رسالة .. نعم رسالة كتبت على طائرات الاباتشي ... بحروف من قنابل ورصاص ... رسالة مختومة وموجهة ...




إن اسرائيل تعلم مسار القافلة من عدة اسابيع وكانت تستطيع تركها تامر ثم تقوم بمداهمة ماتحمله عند رسوها في الميناء ...ناهيك عن المعلومات الاستخباراتية التي تعلم بيها ماتحمله السفينة من مساعدات وأشخاص ...وكما جرت العادة تقوم  اسرائيل بترحيل الناشطين إلى بلدهم ...



ولكن الرسالة كانت أن اسرائيل قد تغيرت ... اسرائيل التي طالما جاهدت لتصنع صورة الدولة التي تدافع عن نفسها دوما مهما كانت اعتداءاتها ... اصبحت لا تري في ذلك أي اهمية ..بل إنها تهاجم سفينة مدنية ضاربة عرض الحائط بهوية السفينة والناشطين عليها وولا تحاول حتى ان تعطي تبرير مقنع لتلك الدول.,...


إن اسرائيل الآن ... اصبحت لا تخشي الولايات المتحدة أو ايا كان ... إنها تنبش قبرها بيدها ... وما يحدث هو تطور تبيعي لدولة  قتلت ضميرها المجتمعي فأصبحت كفرد غير مهتم بقرا وردود افعال الاخرين... إن ما حدث هذه المرة مختلف .. لان اسرائيل كانت دايما تحارب الفلسطينيين ... ولكن هذه المرة فإنها تتحدى العالم ...لقد قتلوا  مدنيين عزل لا ذنب لهم... إن الرسالة الآن ليست ان القدس عاصمة اسرائيل ... إن الرسالة الآن القدس عاصمة اسرائيل حتى وان لم يرضي العالم ..



لقد استطاعت اسرائيل ان تثبت ان بإمكان سبعة ملايين انسان ان يجبروا  6 مليارات إنسان على الصمت ... بالقوة ...كيف ؟؟؟
لا ادري ... ولكنه حدث...لقد اثبتوا انهم اصحاب مبدأ - وان كان حقيرا - وانهم على التام استعداد لدفاع عن هذا المبدأ حتى وان حاربوا العالم .

أما آن الاوان لكي نكون اصحاب مبدأ .... نحارب من اجله.... مبدأ ليس فلسطين ... مبدأ كالحرية ..مبدأ كأن يحصل الانسان على حقه في مساعدة الاخرين ...على العيش امنا 



إن من قتلوا كان لهم مبدأ .... لقد ماتوا لاننا لا نستطيع ان نحرك ساكنا ..لقد قست قلوبنا ولكن ما يعزينا ..هم اخواننا الأتراك


من عدة شهور جلس رئيس الوزراء التركي على بعد 50 سم من بيريز وقال له بالحرف الواحد " انت أكبر مني سنا ولكنك تحدثت بشكل غير لائق لذا سأرد عليك انتم تعرفون القتل أكثر منا ... وأنتم أعلم بمن يقتل الاطفال والعزل مع ان تعليم التوراة صريحة لا تقتل  "

وترك مؤتمر دافوس أكبر منتدي اقتصادي اعتراضا على الهجوم على غزة .. وبالأمس صاحبة تركيا سفيرها من اسرائيل وألغت 3 اتفاقيات عسكرية وقطع اردوغان زيارته لتشيلي ....


إذا كانت هذه هي العلمانية والتطبيع مع اسرائيل فيا أهلا بالتطبيع ...إذا كان التطبيع سيجعلنا احرارا...فلنطبع ... أما عندما تستقبل قطر وزير الصناعة الإسرائيلي فينفس اليوم وتشجب وتدين فأمجاد يا عرب امجاد...

أين اتفاقيات التجارة مع اسرائيل لتلغي ... أين الغاز والكهرباء ..أي الكويز ...انهم هناك فالادراج ..ونحن كلأصنام ... بال نحن أشد منها إن قلوبنا غلف .


بالفعل إن قافلة الحريه ... هي نقطة سوداء جديدة و لن تكون الأخيرة في دولة ترى أن مهاجمتها بعصا حديدية ...يستدعي الاعدام رميا بالرصاص
لك الله ايها الانسان في كل مكان ... ليس في فلسطين بال فالعالم أجمع 
لك الله ..

*** لأجلك يا مدينة الصلاة .. أصلي 


هناك تعليقان (٢):