الخميس، ٢٢ يوليو ٢٠١٠

رسائل إلى من لم تأت بعد


- الْرِّسَالَةِ الْاوْلَيْ 

يَقُوْلُوْنَ دَائِمَّا انّ الْبِدَايَةِ فِيْ أَيِّ شَيْءٍ هِيَ أَصْعَبُ مَافِيْهِ … وَلَكِنْ عَنْكِ أَقُوْلُ انْ الْبِدَايَةُ هِيَ أَسْهَلُ شَيْءٍ فَانْتَ مَعِيَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ .. فِيْ عَقْلِيٌّ كُنْتُ اتصورِكِ عِنْدَمَا خَرَجْتُ مِنْ طُوّرِ الْطُفُوْلَةِ إِلَىَ الْشَّبَابِ وَمَعَكَ تَكَوَّنَتْ بُذُوْرَ شَخْصِيَّتِي .. وَكُنْتُ دَائِمَّا تُرَاقِبِيْنَ عَنْ كَثَبٍ ..وَعِنْدَمَا عَرَفْتُ الْمَرْأَةُ الْاوْلَيْ فِيْ حَيَاتِيْ كُنْتُ تَعْلَمِيْنَ انَّهُ كَيْ اصِلَ إليك عَلَيَّ بِالْعَدِيْدِ مِنَ الْمُحَاوَلَاتِ – الْفَاشِلَةُ – كَيْ اعْلَمْ طَرِيْقِ الْصَّوَابِ … 

وَبَعْدَ كُلِّ مُحَاوَلَةٍ كُنْتُ أَرَاكِ بِشَكْلٍ اوْضَحَ ..وَتَبْدَأُ تَفَاصِيْلَكْ فِيْ الْظُّهُورِ فِيْ نَفْسِيْ كَنُوْرِ الْصَّبَاحْ بَعْدَ لَيْلٍ مُظْلِمٍ .. 
وَاتَاكِدّ أَكْثَرَ انْكِ فِيْ مَكَانٍ مَا تَرَيْنَنِيْ بِعَيْنِ قَلْبِكَ وَتَبْتَسِمِيْنَ ..
وَلَكِنَّ هُنَاكَ شَيْءٌ يُؤَرِّقُنِيْ وَأَنَا – فِيْ بِدَايَةِ عَلَاقَتَنَا – لَا ارِيْدُ انْ اكَذِّبُ عَلَيْكِي .. وَهُوَ انِّيْ لَا اسْتَطِيَعُ انْ ارْسِمُ لِكَيْ شَكْلِا ..فَتَارَةً ارَاكِ فِيْ وَجْهِ تِلْكَ الْفَتَاةُ فِيْ الْمَطْعَمِ .. وَتَارَةً فِيْ ابْـتِسَامَةْ احِديّ الزمِيلَاتِ .. 

وَاحِسْ بِغُرْبَةٍ كَيْفَ احْلَمْ بِكَ وَلَا اسْتَطِيَعُ رَسْمَ صُوْرَةٌ وَاحِدَةٌ ثَابِتَةٌ لَكِ ..تَرَيْ هَلْ هَذَا مِنَ عَظُمَ حِبُيً لَكِ .
انِّيْ اخِافُ أَنْ اتصورِكِ فِيْ شَكْلِ أو ادعك في .. امّ تَرَانِيْ أَجْعَلُكَ اكْبَرَ مِنْ كُلِّ الْصُّوَرْ وَاحِليّ فانَتِ اعْذُبْ ابْتِسَامَةَ وَاجْمَلَ عَيْنَيْنِ .. تَمَامَا كَالْجَمَالِ لَا يُوْصَفُ بَلْ يُرِيَ فَقَطْ.. وَانْتَ فِيْ عَقْلِيٌّ الْجَمَالِ ..فَانْتَظَرّكِ لَأَلْبَسَكَ ثَوْبَهُ بِلَا اهْتِمَامٍ بِلَوْنِ عَيْنَيْكِ أَوْ شَعْرِكَ ..فَانْتَ سْتُوَلدِّينَ فِيْ تِلْكَ الْلَّحْظَةِ الاوْلَىَ .. 

سَتُظْهِرِينَ فَجْأَةً مُكْتَمِلَةً, تَمَامَا كَمَا تَظْهَرُ الْنُّجُوْمِ فِيْ عَتْمَةِ الْسَّمَاءِ; جَمِيْلَةٌ وَبَرّاقَةً وَدَائِمَا مُدْهِشَةٌ .. 
أَعْلَمُ انْكِ تُرِيْدِيْنَ سَمَاعِ الْمَزِيْدِ .. وَانَا ايْضا أُرِيْدُ قَوْلَ الْمَزِيْدْ..وَلَكِنْ لَا ارِيْدُ أَنْ تُمْلِيْ مِنْ مَعْسُوْلِ الْكَلَامِ ..فَلَرُبَّمَا تُرِيْدِيْن الْتَّفْكِيْرِ فَمَا أَقُوْلُ وَالْسَّاعَةُ الْآَنَ الْوَاحِدَةُ بَعْدَ مُنْتَصَفِ الْلَّيْلِ 
..سَأَنَامُ وَأَلُقَاكِيّ غَدا .. 
سافْتَقِدِكِ .

الأربعاء، ٢١ يوليو ٢٠١٠

تحت الثري





تَحْتَ الْثَّرَيْ 



فِيْ طَرِيْقِ الْبَحْثَ عَنْهُ مَشَتْ وَبَحَثْتُ حَتَّيَ أَعْيَاهَا الْبَحْثِ 
بُحِثَتْ عَنْ ذَلِكَ الْتِمْثَالُ الْعَاجِيُّ الْمَنْحُوتَ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ , بُحِثَتْ عَنْ خَلِيْفَةَ الْلَّهِ فِيْ ارْضِهِ
لِيَكُوْنَ مَلِكَا عَلَىَ ارَاضِيُّهَا الْبُوَرُ 
وَعَنْ الْكَنْزِ الْمَدْفُونِ فِيْ نَفْسِهِ نُبِشَتْ ;كُلِّ الْأَرَاضِيْنَ حَتَّىَ احَالْتِهَا خَرَابِا 
فَأُمْسِيْ لَيْلَهَا مُضْنَاةً ..وَاصْبَحَ نَهَارِهَا تَحْتَ الْشَّمْسِ ذَلِيْ 
وَجَاءَ الْيَوْمَ الْمَوْعُوْدِ .وَانْتَصِفِ الْنَّهَارِ عِنَدَمّا وَجَدَتْ ضَالْتْهَا ..بَيْنَ تَمَاثِيْلَ وَانْصَافَ اصْنَامَ 




وَجَدْتُّهَا تِلْكَ الْأَيْقُوْنَةُ الْمَدْفُونَةِ تَحْتَ تُرَابِ صَبَّ عَلَيْهِ مِنْ جَامٍ نِسْيَانُ , حَتَّيَ صَارَ حِجْرا 
مِنْ تَحْتِهِ صَوْتْ انَيْنَ . 
فَأَمْسَكْتُ فَأْسِهَا وَمُعَوَّلِ مِنْ حَدِيْدٍ .. وَصَارَتْ تُكْسَرُ الْحَجَرَ فَيَسْتَحِيْلُ إِلَىَ ثَلْجُ وَنَارٌ .. وَمَا 
احْتَمَلَ الْحَدِيْدَ ,وَلَا بَرْدا اسْتَحَالَتْ الْنَّارِ 
وَفِيْ لَحْظَةٍ عُرِيّ وَانْكِسَارُ ..كُسِرَتْ ايْقُونَتِهَا ..وَلَمْلَمْتُ اشَّلاءَاهَا فِيْ يَدِهَا 
وَفِيْ يَدِهَا رَاتِ مَكْسُوْرٌ الْمَرَايَا يَعْكِسُ الْصَّمْتِ الْحَزِيِنْ 
وَرَأَتْ – الْغَجَرِيَّةَ – فَالْمَرَايَا نَفْسَهَا وَّرَاتِ بَحْرَا عَظِيْمٌ .. وَفِيْ الْبَحْرِ كُنْتُ انَا ارْفَعْ 
صَمْتِيْ 
شِرَاعا ابْحُرٍ بِهِ بَيْنَ الْمَوْجِ الَّئِيْمِ..ابْحُرٍ وَهِيَ تَرْكُضُ خَوْفا وَهَرَبا مِنَ كُلِّ فَشَلٌ فِيْ الْبَحْثِ 
مُحِيْطٌ





وَفِيْ لَمْحِ الْبَصَرْ ادْرَكْتُ عَنْ أَيِّ فَشِلَ يَتَحَدَّثُوْنَ ..فَتَرَكْتُ الْأَيْقُوْنَةُ وَالْصَّحْرَاءُ وَثَمَرَةَ بَحْثٍ
ثَمِيْنٌ ..وَصَارَتْ تَرَيْ الْسَّمَاءِ مُعَتِمَةِوَضِيَاءً شَمْسُهَا ظَلَّ ظَلِيْلٍ
مَعَ أَنَّ وَهُجَ الْأَيْقُوْنَةُ ظَلَّ يُطَارِدُهَا وَظَلَلْتُ تَهْرَبُ
مِنْ سِجْنِ إِلَىَ سِجْنٍ وَهْيَا تَظُنُّ انَهَا مُعْتَصِمَةً بِحَبْلِ مَتِيْنٌ.. وَلَكِنَّهَا اخْتَرْتُ طَرِيْقَ لَا يُجْدِيْ
وَلَا يَنْفَعُ مَعَهُ شَيْءٌ قَلِيْلٌ ..فَهِيَ اخْتَارَتْ الَا شَيْءٍ عَنِ الْشَّئِ وَكُلُّ عَقْلٍ يَهْدِيَ صَاحِبَهُ إِلَىَ
مَايَرَاهُ سَلِيْمٍ









وَفِيْ تِلْكَ الْسَّاعَةِ وَفِيْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ..نَزَلَتْ دُمُوْعُ الْتِّمْثَالِ تُحْرِقُ وَلَا تُحْرَقُ إِلَا جَسَدِهِ
 الْحَزِيِنْ
..وَذَابَتْ الْأَيْقُوْنَةُ – أَوْ مَا تُبْقِيَ – فِيْ وَسَطِ الْحَرِيْقِ الْعَظِيْمُ حَرِيْقٌ نَارُهُ سيغَمْ رَمَادَهَا
الْدُّنْيَا بِضْعٌ سِنِيْنَ ..وَانْطَفَأَتْ الْمَرَايَا وَصَارَتْ زَائِغَةٌ كَعَابِرِ سَبِيِلٍ







وَتُحَرِّكْ الْتِّمْثَالِ وْهُوَسَاكِنَ كَالَّدَّهْرِ الْطَّوِيْلُ ..وَرَاحَ يَتسُوِلَهَا بَيْنَ وُجُوْهِ الْبَاحِثِيْنَ ,وَيَقُوْلُ
" لِمَاذَا هَرَبَتْيٍ …لِمَاذَا هَرَبَتْيٍ وَانْتِيْ مَخَرَجَتِيّ مِنْ بَيْنِ طَيَّاتِ الْثَّرَيَّ وَالْطِّيْنِ "


وَوَجَدَهَا حَائِرَةْ ..وَهِوَالْخَلِيفَةً وَالْفَارِسَ ..وَلَكِنَّ كُلَّ كَبْوَةٌ تَجِدُ فَارِسَهَا وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ
وَتَحْتَ الْأَشْجَارِ وَبَيْنَ الْأَغْصَانِ جَلَسَا ..خَلَسِتا مَنْ الْصَّمْتِ وَالْحَزَنِ الْدَّفِيْنْ
وَقَالَتِ " عَنْ خَلِيْفَةِ أَوْ مَلَكٍ لَمْ اكُنْ ابْحَثُ بَلْ عَنْ الَهِيْ الْصَّغِيْرِ "
فَقُلْتُ فِيْ كَمَدٍ " كَيْفَ يَكُوْنُ هَذَا وَفِيْ الْسَّمَاءِ رَبٌّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ "
فَسَكَتَتْ وَتَوَارَتْ وَرَأَيْتَ نِهَايَتُنَا دَانِيَةٌ فَتَعَجَّلْتُ الْرَّحِيْلِ








وَمَضَيْتُ أُفَكِّرُ لِمَاذَا يَارَبِّيَ تَرَكْتَنِيْ عَاجِزا وَانْ الْعَزِيْزُ الْقَدِيرُ
وَتَأَلَّمَ قَلْبِيْ وَانَا الْتِّمْثَالِ الْمَتِيْنُ ..فَاجْفَلتُ فِيْ رَهْبَة
وَدَارَتْ الْدُّنْيَا



 وَرَأَيْتُ الْمَوَاقِيْتِ تَسِيْرُ إِلَىَ الْآجَالِ وَ
تَدُوْرُ الْفُصُولُ وَمَنْ حَالَ إِلَىَ حَا
وَيَعُوْدُ الْتِّمْثَالِ تِمْثَالَا .. وَتَهْدِيْ الْغَجَرِيَّةَ خَلْخَالِ





وَيَهْطُلُ الْمَطَرْ عَلَيْهِ تُرَابا ومَصَهُوّرِ حَدِيْدٍ وَنَارٌ ...
وَتَظَلَّ ابْتِسَامَتِهِ مَشْدُوْهَةً .. وَيَظَلُّ فِيْ انْتِظَارِ بَحْثٍ جَدِيْدٍ 


تَمُت بِحَمْدِ الْلَّهِ            

هوامش على الذاكرة


عندما أستيقظ وتلتحفني الأضواء في ذلك العالم الغريب..أراك ..فأنسى أني قتلتك

 البارحة ..وأستل سيفي ومعطفي وأبحث عنك حتى العتمة ...فاأقتلك ...وهكذا حتى 

.سأمت القتال ..أما لك من نهاية 



 
.كلما انتصرت عليك , تأكدت أنه ليس بكل نصر تفرح القلوب



كلماتي جوفاء, باردة, حادة ..كأنصال الخناجر في أيدي الحمقي.



.النساء –أعتذر – كالأفعاعي .. يجب أن تقتلع أنيابهم قبل أن تطلبهم للرقص



.بلا عقل .. شائكة .. جافة .. كصبارة سعيدة في الصحراء



 بلا شك..أنت أقسي من حجرصوان .. وأشد من ثورة بحر…واحقر من أن اذكرك مرة 

.أخري ,حتي بين جنبات عقلي 




عيون خاوية ومنكسرة .. عيون ظالمة ومظلمة .. عيون سوداء كالقلوب الصلف 

..عيونك موت بلا دية

 .

- انت لا شيء .. كلمة أكبر من ان تقال لك فاللا شيء يظل في القلب شيئا ..أما انت فعدم في عدم 

هوامش على الذاكرة

كلما قرأت ..كرهتك أكثر..لقد كنت تنشدين نفس الحروف..لقد كنت

الأديبة المنسية .. وكان الأدب على شرف حبي .. وبعد أن ذهبتي ..أصبح الأدب صوتا 

يجلدني على صليب النسيان, ولكن ما من مخلص.



الأشياء تعرف بأضادها..ولقد عرفت مدى حبي لك ..عندما كرهتك.



عندما بدأ الصدأ يزحف على خاتمك الذي اهديتك..بدأت الأبواق تدوي في صدري..

وعلمت أن شيئا سيحدث ..وقد حدث.





أنا الرجل الذي باع الحياة الحب.. ولم يقبض الثمن.



صدفة جمعتنا..وصدفة كان الحب..مالحب إلا فجيعة.



عندما سأقابلك بعد غد..سأنتحر ضحكا .. سأنتحب في صمت بين الناس..سأضع روحي 

على نصل خنجرك وابتسم لك ..إبتسامة نادل في مقهي ..وبأدب سارتدي قناع الصلف 

حتي احترق.





تقولين – لا أحبك – وكل حرف ينتحر على أطراف شفتيك..تقولينها وانت لا تدرين

أني لا احبك .. بل أنا جسد مسكون بك ,لا أحبك كلمة تقولينها وقلبك يرتعد إذ علم أني

لن أتركك ..ولكنني هذه المرة أتركك .. فلتغمدي روحك على خنجر النسيان .. ولكن

 تذكري أنه قاتل أهوج ,لن يتأكد من موتك, بل سيتركك تحتضرين حتى أراك ..ولكن

 كي لا اراك ..سأقتلك.





تظنين أني أنتظرك حتى نعود..أو لا تظنين …لقد سقطت..وانتي لا تعرفين سقطة 

الحكيم .. سأقتلعك من أرضي .. وأحرق جنتي .. وانثر رمادها في كل بحار 

الدنيا..أترين ؟





أتجول بين الوجوه –هوايتي الآن – وأتسولك ,ما أبشعه تعبير ..والكل يقول " أنظروا 

الملك يتسول في الطرقات " وتتعالي الضحكات.





نصف سليم نصف مهزوم ..انفض غبار المعركة ..حقا يموت الجنود بإنتهاء القتال ..فلا 

حرب ولا حياة.




جراحي أعمق من بئر بترول يخرج 600 ألف برميل يوميا ..لأن دمي بلا سعر..لأن 

دمي اصبح ماء





لقد بدأت اثار الأضطراب تظهر علي ..لم يمر علي يوم جديد منذ أسابيع..مازلت في 

الاثنين عند نفس الساعة ..وانظرإليها وتهملني بلا مبالاة ..كأنها في إجازة ..ومازالت 

الجروح تتقرح.





وجهك سمائي ..إنه في خلفية كل شيء .. إنه الموسيقي التصويرية لحياتي..كيف أخفيه 

..وكيف والف كيف ..لا ادري.




"كيف ولماذا وهل ويا تري" وكل أدوات الأستفهام أصدقائي ..ولكنهم أصدقاء سوء ..أما 

من طريق للخلاص.




عيناك تلك البلورتين المسحورتين..كيف أضحىا مجرد مرآتين أري فيهما – فقط – 

انعكاس دموعي وأحزاني ..



كنت دائما تبحثين عن لحظات السعادة ..الكاملة .. الصافية ,المنسابة 

كالسلسبيل..اتعرفين –أو لا – ان تلك اللحظات تولد فقط عندما ندرك حقيقتنا ;حقيقة 

ضعفنا ..وليس قوتنا ..وعندئذ نجدها ..هكذا دونما عناء ولكنك دائما كنت في عناء 

تبحثين.





صمتي ..شراعي المغروس في صدر الحزن ..يبحر بي إلى عوالم وعوالم ..أساطير

 وغابات ..في إنتظار المرفأ





من اليوم سأكتب إلى من لم تجئ بعد .. سأفتقدها .. سأستلهمها فتلهمني ..سأبث اليها 

حزني وضجري ..سأقول لها عن أسراري ..ولسوف أعطيها مفاتيح ذاكرتي لتغرقها في 

اعماق صدرها .. ستكون ذكراي قبل أن اراها .. لا لن ارسم شكلها ..بل سأجعلها 

متغيرة كالفصول ..اراها في بسمة إحداهن ..أو في إيماءة أخري ..سأكتب لها كل يوم 

حتي إذا جاءت قلت لها كم اشتقت اليها ..وكيف لا أكذب عندما أقول " أحبك قبل أن 

أعرفك "





عندما لمست يدك للمرة الأخيرة .. وتشبثت في طرف ردائك كطفل صغير.. تمنيت ان 

تقف الساعات ..وان تكون حياتي هي تلك اللحظة ..وأن أسكب روحي بين اطراف 

أصابعك ..التي بدأت تنسحب في جفاء من بين أصابعي ..وأنا الآن اخبرك .."لقد كبر 

الطفل ..ولم تقف الساعات ..وصرت ارسم لحظات حياتي واحدة تلو الأخري ..أشكرك 

لقد قتلتيني كي أولد من جديد "




هوامش على الذاكرة

كلما ارتشفت قهوتي تذكرتك .. كنتي تكرهين مرارتها



عندما أكتب .. اتذكر انك كنتي ملهمتي … فاعجز عن الكتابة ...


لا ادري لماذا القهوة.. اتذكر تلك القبلات المحمومة الممزوجة بطعم القهوة.. هل كانت 

تلك المرارة منها ام منك …


عندما اتوق إلى الوحدة .. يصير العالم كله .. بيت زجاجي كبير .. واصير وحيدا …

كذئب جريح في سيرك كبير.


كثيرا ما اتذكر ابتسامتك , وكيف كانت تسلبني العقل .. كثيرا ما افتقد غضبك وكيف 

كان يقتل حبنا .. وكثيرا ما افتقد تلك اللمسات الحانية التي كانت تشبعني شوقا …



اكتبك بطلة في روايتي..اختزلك حبرا على اوراقي … كما كنتي دائما تغزليني كخيط 

في معطف احباطي …




كنت اتغزل في ضميرك .. فاغتالني في لحظة ضعف.



مازلت اذكر كلماتك .. كانت تقطر صدقا " اتقهقر .. أتعثر , كجواد برؤية جرف 

يضجر " ومازال الكذب هو اصدق ماقلت .




تري , هل ذبلت زهوري ..هل صار الياسمين ..لبلابا ..ام تراه اكفهر وجهه .. 

كصاحبه اليتيم ؟..



صرت اجعل أيامي ..نعيا انشره في صفحات الحياة .. بلا اسم …بلا هوية



لا يأس مع الحياة .. ولا حياة لمن تناد.. منقول ..



صرت احمل بطاقة دعوة .. اعطيها لكل من أعرف .. فانا حفلة ..على شرف الحزن.



" كل عام وانت معي " صديقك العزيز ..الحزن .




ايتها الغجرية .. ايتها الغجرية .. ايتها الغجرية .. ويجيب صدى الكلمات " ارحل .. 

ارحل ..ارحل "



اهرب لان هذا العالم ليس بموطني ..منقول ..



لماذا انت.. لماذا انت..من بين ملايين الوجوه




نفسي تتوق لمفردات لغتي.. اين الفرحة..اين الضمير..اين العشق حتى الثمالة..اين 

انبثاق الحياة من رحم الحياة..




عفوا..لن امسح دموعك بيدي مرة أخري …لن الثم جبينك بشفتاي مرة أخري … ولا 

تكون عيناك بحري ومرساي ..عفوا أنا غير موجود .




لا عودة .. فحبي ليس مقعدا في حديقة عامة ..لا اعتذار .. فالرصاصة التي تنطلق لا 

تعود.- بتصرف-




في يوم من الايام ستعرفين .. ماكنت إلا ذاك الرجل .. نعم ذاك الرجل .. في يومه 

الاول .. في بركانك .. في مقلاة عيناك...في قبره .




 يوم افترقنا ..انهزمنا ..كلانا – بتصرف-