الأربعاء، ٨ سبتمبر ٢٠١٠

مقدمة رسائل إلى من لم تأت بعد

مقدمة


في البداية جائتني الفكرة ,لماذا لا أكتب لها ؟

من هي ؟..إنها ذلك الشخص الذي انتظره منذ امد بعيد .. وأنساه واتذكره وأراه بين 

وجوه الناس .. وادخل في علاقات واعرف اشخاص وانا ما أزال ابحث عنها



وعندما قررت الكتابة فوجئت بأن هذه الفكرة مستهلكة إلى حد كبير ..سواء عربيا أو 

اجنبيا ..ولكن ما المانع ..أنا لا أكتب هنا من اجل جائزة ولا حتي مكسب مادي


 

أنا أكتب لاني افتقدها جدا وان كانت الفكرة مستهلكة فذلك لان الناس جميعا لديهم نفس 

الحاجة – فالحاجة أم الاختراع – إلى شخص ما في افكارهم ينتظروه ..يجسد لهم الامل 

دائما ..حتي يستطيعوا مواصلة ادوارهم في هذه الحياة .. من منا لم يرسم هذا الشخص 

..ليس بالشرط ان يكون الحبيبة ..بل من الممكن ان يكون صديق أو حتي زميل



من اليوم ساكتب إلى من لم تأت بعد .. سأفتقدها .. و ساستلهمها فتلهمني ..سأبث اليها 

حزني وضجري ..سأقول لها عن اسراري ..ولسوف اعطيها مفاتيح ذاكرتي لتغرقها في 

اعماقها .. ستكون ذكراي قبل أن اراها ..و لا لن ارسم شكلها ..بل سأجعلها متغيرة

 كالفصول ..اراها في بسمة احداهن ..أو في ايماءة أخري ..ساكتب لها كل يوم حتي إذا 

جاءت قلت لها كم اشتقت اليها ..وكيف لا اكذب عندما أقول " احبك قبل أن اعرفك"




وفي النهاية فانا أكتب لاني احتاجها .. ولا يهمني إن كان هذا قد كتب من قبل لان كل 

انسان متفرد في حياته .. واعلم أنها يوما ما ستقرأه بجانبي .. واعلم اني سأكون معهـا

من الآن إنها رسائل إلى من لم تأت بعد

الأستاذ أنيس الدغيدي واليوم السابع " الغاية لا تبرر الوسيلة "

بعد أن هدأت زوبعة الهجوم الالكتروني على موقع اليوم السابع , وبعد قرائتي لنص 

الاعتذار المقدم منهم , وايضا البلاغ المقدم من الكاتب " انيس الدغيدي " للنائب العام 

ضد من اتهمهم بالتحريض ضد روايته .
فقد هالني كم التناقضات في هذه القصة والتي جعلتني اقول بالفعل " الغاية لا تبرر 

الوسيلة " .



بالفعل كانت غاية الاستاذ (انيس الدغيدي) نبيلة وهي الدفاع عن سيدنا محمد صلي الله 

عليه وسلم عن طريق رواية يعرض ويفند بها مزاعم الغرب حول الإسلام وحول سيدنا 

محمد وتقوم الرواية على دعوة قضائية يرفعها محامي دانمركي يطالب فيها بطرد 

المسلمين من الدنمارك بوصفهم إرهابيين وتبني محامي عربي الدفاع عن القضية.



ولكن , لماذا هذا العنوان التجاري المثير للجدل " محاكمة النبي محمد " هل كان الكاتب 

يريد إثارة اكبر قدر من الجدل قبل نشر الرواية وهو يعلم تمام العلم أن شيوخ قبائل 

الزندقة والتكفير لن تتواري عن مهاجمته حتي بدون قراءة الرواية وهو ماحدث بالفعل , 

والغريب انه في اطار الإعلان عن الرواية لم يكن هناك إشارات واضحة حول مضمون 

الرواية فترك مجالا كبيرا لللغط والقيل والقال.



وقد كنت اتمني أن يبتعد كاتب كبير كالاستاذ انيس الدغيدي عن محاولة استخدام اسم 

رواية بهذا المضمون العميق والقوي في اكتساب شهرة جديدة أو مضافة حتي وإن كانت 

مستحقة , فالغاية لا تبرر الوسيلة ابدا.

والغرض من هذه السطور بعيدا عن محاولتي لعرض رأي شخصي لا يقلل بالتأكيد من 

قيمة الاستاذ انيس الدغيدي هو اننا لسنا في حاجة إلى مزيد من التناقضات في حياتنا 

حتي وان كانت من اجل غاية نبيلة فشيوخ الفضائيات - ليس كلهم بالطبع - تجدهم دائما 

في انتظار أي شيء لكي يزيدو ا اإلى شهرتهم أو محاولة لجذب الاعلانات لهذه 

الفضائيات والزج بأسمائهم في وسط المثقفين والكتاب .



ومن ناحية أخري فأنا اتسائل اليس الغرض من هذه الرواية هو محاولة ايصال صورة 

جديدة عن المسلمين للغرب فما كان الداعي للاعلان عن هذه الرواية قبل ترجمتها إلى 

بعض اللغات وهو المطلوب لايصال مضمونها وتحقيق الهدف منها , حيث اني اعتقد انا 

كمسلمين على دراية كبيرة الى حد ما بـحياة الرسول علي أفضل الصلاة والسلام واذا 

كان لنا احتياج إلى المزيد من التعريف فييكون بالكتب والبرامج المتخصصة وليس 

برواية - وهذا رأيي الشخصي -.




أما بالنسبة لجريدة وموقع اليوم السابع فاني اوجه نفس المقولة الغاية لا تبرر الوسيلة 

وفكرة الاعتذار جميلة ومحترمة للغاية ولكن لم يكن من الصعب تلافي الخطأ من 

الاساس اذا كان تم الاتفاق على اسس النشر وخصوصا اذا كان المقال أو الرواية 

المنشورة قد تعمل على ايصال حالة من البلبلة .



ومع ذلك فإني أوجه شكري لهم على رفضهم نشر الرواية - قبل القرصنة على الموقع - 

إلا بعد موافقة الأزهر على المضمون وتغير الاسم , وهوا ما كان يجب عمله منذ البداية 

درأ للضرر الناجم عن القرصنة والاعتذار أيضا.



وفي النهاية اقول " كلنا بشر ولسنا انبياء لذلك فنحن معرضون للخطأ ولكن الاهم هو 

اصلاح هذا الخطأ " وانا وجميع من يهتم بالحياة الأدبية في انتظار الرواية ولكن في 

انتظار وشغف أكبر لترجمة الرواية لتحقيق اكبر استفادة منها


والله ولي التوفيق

قال الله تعالي " و قل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون. " صدق الله العظيم

هبة ربي

أذوب في خضراء العيونِ...

أذوب فيها ,بلا خلاص...

وأسقي نفسي من رحيقٍ …

يحتل نفسي , بلا مناص …




عيونك مروجٌ زهيرة...

تمتد إلى حدِ السماء...

وألف نهرٍ طويل …

وألف جدولٍ من ماء ...





وأنصت السمعَ , فتشدوا …

شفاهك, قيثارة المكان ...

فيأخذني اللحنُ ويسموا .. .

بيَ , فوق كل زمان .. .




يا هبة ربي , تجلي …

وازهري بين الناس ...

فإن ربي الوهاب ,أعطي...

عبده, هبة في صفاء الماس …

رسائل إلى من لم تأت بعد

الرسالة الثانية


حبيبتي , إن لهذه الكلمة وقع غريب على أذني عندما اقولها ووقع أغرب عندما اكتبها

لم اكتبها أو أقلها لأحد منذ فترة كبيرة , واعلم أني منقطع عن الكتابة لك منذ فترة كبيرة 

أيضا ولكني لن أعتذر ,
ولن أقول " لدي إلتزامات " أو حتي " لقد كنت مسافرا " , إني لن اعتذر لأني أعرف 

أنك تقدرين تماما ابتعادي في هذه الفترة .

وانت رفيقة درب المستقبل لن تعاتبيني أو تمتعضي من ابتعادي , إني أعلم أنك أكبر من 

تلك الصغائر وانا بدوري ساقص عليك ماحدث.



" أنا أعيد بناء نفسي" نعم , الجملة صحيحة وحقيقية الى اقصي درجة , منذ كتبت لك 

رسالتي الأولي وانا في حيرة من امري وأفكر ; هل أنا شخص جيد ؟, هل انا شخص 

سيئ ؟, هل أنا شخص مختلف ؟ و لك الحقيقة أنا لا أدري .
وكانت هذه نقطة التحول الفاصلة ...

لقد قضيت سنين حياتي احاول استرضاء الناس ; بأفعالي وأقوالي ومحاولات - فاشلة - 

لأكون شخص جدير بالحب أو بالمعرفة على طريقتهم .
اتخذت حب الاخرين مبدأ لحياتي , ولكن الحقيقة أنني كنت أفعل هذا ليس لإقتناعي 

ولكن لأنني لم احب نفسي بالقدر الكافي .

كنت أحاول أن اجد نفسي بداخل كل من عرفتهم في حياتي وليس بداخلي, دائما كانوا 

هم الحافز والدافع وليس طموحي ونجاحي .

ولكني أدركت أنه لن ترضي عني الناس ولن تقوم لي قائمة إلا عندما أكون أنا دافع 

نفسي ويكون نجاحي من اجلي ومن اجل هدف واضح أعمل من أجله, وليس من اجل 

كلمة مدح من أحد.
ولهذا السبب بدأت أبحث ; من أنا ؟, ماذا أريد ؟,لماذا أريده ؟ وكيف اصل إليه ؟


ربما تكون اجابات هذه الأسئلة غامضة بعض الشيئ حتي بالنسبة إلي أنا , ولكن يكفيني 

أنني بدأت البحث بداخلي عن حقيقتي وعن سر تكويني , عن نواقصي كي أتخلص منها 

, وعن مميزاتي كي اظهرها وأنميها .
اتعرفين ... ربما لهذا السبب لم أكتب إليك في هذه الفترة , لم أرد أن ادخلك - وانا لا 

أعرفك حق المعرفة - في تعقيداتي ومشاكلي النفسية , لا لانك قد تسيئين الظن بي أو 

تبتعدين عني بل لاني أريد أن اساعد نفسي بنفسي , ولكني ساعلمك بكل جديد أولا بأول 




اعلم أنك ستقولين " وانا سأظل بجانبك حتي النهاية " وانا أعرف هذا و أثق به ... 

ولكني أريد أن أتحقق من ارادتي ومن قدراتي , اريد أن اعلم هل سأظل حبيسا في دور 

حرف الجر أو المفعول به ام سأكون فاعلا , نافعا , مفيدا في حياتي .



" أنا أتغير " لا استطيع القول أني تغيرت ولكني اتغير .
يوما بعد يوم تزداد قدرتي على الفهم والتفكير السليم , اشاهد شريط حياتي ولا ابكي ولا 

أضحك بل أغمس عقلي في محبرتي واسكب افكاري حروفا على الورق.

لقد بدأت صفحة جديدة في حياتي , بالفعل بيضاء تغريني بالكتابة فيها ولكني لن اكتب 

بها إلا ما أريد ,

انها صفحتي الخاصة , قطعة من روحي ... قطعة مازالت بضة , يانعة وغير ملوثة ... 

ربما كانت الأخيرة لذا وجب علي معاملتها بعناية خاصة .




أردت أن اقول لك ...
لقد اجريت جراحة في القلب , جراحة استئصال ... لقد استئصلت تلك البقعة السرطانية 

الغجرية ... للأبد.
بالفعل جراحة صعبة كما يقولون وبالفعل مازال الجرح يؤلم , ولكن طبيبي يقول " إن 

فترة الألم لن تكون طويلة "

وأنا قد قضيت بالفعل الايام الطوال تحت الملاحظة حتي يتم التأكد من نجاح الجراحة.
اعلم أني كثير الكلام ... ولكن ما لي وانا الحبيب البعيد عن محبوبته غير هذه الرسائل 

أبث عبرها حياتي إليك , عبثا اريدك أن تعرفي كل شيئ عني , وانت عني بعيدة بعد 

النجوم ...
حائرة مابين بعد الزمان والمكان .



لقد نسيت !!!
أنا الآن اعمل على مشروع جديد , فكرة ما ... كانت دعابة فتحولت إلى جملة مكتملة 

الأركان ومنها إلى غاية ,
لقد اصبح لي حلمي الخاص الذي اريد تحقيقه .
حلم سيجعلني احقق ذاتي وغايتي " أن اضيف إلى الحياة " وباذن الله ستمر الايام 

وسترين فكرتي وهي تنمو
وتورق بين جنبات العقول .
بالمناسبة , لقد رأيتك في حلم منذ عدة أيام ... لقد كان لقاؤنا ساحرا ... فلتزوريني مرة 

اخري .... فانا مشتاق اليك



من الآن فصاعدا لن اؤرخ رسائلي ... لن يهم اليوم ولا السنة , يكفي أن تعرفي أن كل 

المواقيت بالنسبة لي ثابتة إلى أن يأتي يوم رؤياك.
ستكون تلك اللحظة هي بداية التاريخ , وسنبني المدن ونصنع الحضارات ... سنسمي 

الأيام باسماء احلامنا وسنضبط الساعات لتدور في افلاك رسمت من سعادتنا 

وحتي ذلك الحين ساكتب لك وأبث لك شوقي وحبي ... ضجري وعنفي ... جمالي 

وقبحي ...


حبيبتي , انتظرك ..

الخميس، ٢٢ يوليو ٢٠١٠

رسائل إلى من لم تأت بعد


- الْرِّسَالَةِ الْاوْلَيْ 

يَقُوْلُوْنَ دَائِمَّا انّ الْبِدَايَةِ فِيْ أَيِّ شَيْءٍ هِيَ أَصْعَبُ مَافِيْهِ … وَلَكِنْ عَنْكِ أَقُوْلُ انْ الْبِدَايَةُ هِيَ أَسْهَلُ شَيْءٍ فَانْتَ مَعِيَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ .. فِيْ عَقْلِيٌّ كُنْتُ اتصورِكِ عِنْدَمَا خَرَجْتُ مِنْ طُوّرِ الْطُفُوْلَةِ إِلَىَ الْشَّبَابِ وَمَعَكَ تَكَوَّنَتْ بُذُوْرَ شَخْصِيَّتِي .. وَكُنْتُ دَائِمَّا تُرَاقِبِيْنَ عَنْ كَثَبٍ ..وَعِنْدَمَا عَرَفْتُ الْمَرْأَةُ الْاوْلَيْ فِيْ حَيَاتِيْ كُنْتُ تَعْلَمِيْنَ انَّهُ كَيْ اصِلَ إليك عَلَيَّ بِالْعَدِيْدِ مِنَ الْمُحَاوَلَاتِ – الْفَاشِلَةُ – كَيْ اعْلَمْ طَرِيْقِ الْصَّوَابِ … 

وَبَعْدَ كُلِّ مُحَاوَلَةٍ كُنْتُ أَرَاكِ بِشَكْلٍ اوْضَحَ ..وَتَبْدَأُ تَفَاصِيْلَكْ فِيْ الْظُّهُورِ فِيْ نَفْسِيْ كَنُوْرِ الْصَّبَاحْ بَعْدَ لَيْلٍ مُظْلِمٍ .. 
وَاتَاكِدّ أَكْثَرَ انْكِ فِيْ مَكَانٍ مَا تَرَيْنَنِيْ بِعَيْنِ قَلْبِكَ وَتَبْتَسِمِيْنَ ..
وَلَكِنَّ هُنَاكَ شَيْءٌ يُؤَرِّقُنِيْ وَأَنَا – فِيْ بِدَايَةِ عَلَاقَتَنَا – لَا ارِيْدُ انْ اكَذِّبُ عَلَيْكِي .. وَهُوَ انِّيْ لَا اسْتَطِيَعُ انْ ارْسِمُ لِكَيْ شَكْلِا ..فَتَارَةً ارَاكِ فِيْ وَجْهِ تِلْكَ الْفَتَاةُ فِيْ الْمَطْعَمِ .. وَتَارَةً فِيْ ابْـتِسَامَةْ احِديّ الزمِيلَاتِ .. 

وَاحِسْ بِغُرْبَةٍ كَيْفَ احْلَمْ بِكَ وَلَا اسْتَطِيَعُ رَسْمَ صُوْرَةٌ وَاحِدَةٌ ثَابِتَةٌ لَكِ ..تَرَيْ هَلْ هَذَا مِنَ عَظُمَ حِبُيً لَكِ .
انِّيْ اخِافُ أَنْ اتصورِكِ فِيْ شَكْلِ أو ادعك في .. امّ تَرَانِيْ أَجْعَلُكَ اكْبَرَ مِنْ كُلِّ الْصُّوَرْ وَاحِليّ فانَتِ اعْذُبْ ابْتِسَامَةَ وَاجْمَلَ عَيْنَيْنِ .. تَمَامَا كَالْجَمَالِ لَا يُوْصَفُ بَلْ يُرِيَ فَقَطْ.. وَانْتَ فِيْ عَقْلِيٌّ الْجَمَالِ ..فَانْتَظَرّكِ لَأَلْبَسَكَ ثَوْبَهُ بِلَا اهْتِمَامٍ بِلَوْنِ عَيْنَيْكِ أَوْ شَعْرِكَ ..فَانْتَ سْتُوَلدِّينَ فِيْ تِلْكَ الْلَّحْظَةِ الاوْلَىَ .. 

سَتُظْهِرِينَ فَجْأَةً مُكْتَمِلَةً, تَمَامَا كَمَا تَظْهَرُ الْنُّجُوْمِ فِيْ عَتْمَةِ الْسَّمَاءِ; جَمِيْلَةٌ وَبَرّاقَةً وَدَائِمَا مُدْهِشَةٌ .. 
أَعْلَمُ انْكِ تُرِيْدِيْنَ سَمَاعِ الْمَزِيْدِ .. وَانَا ايْضا أُرِيْدُ قَوْلَ الْمَزِيْدْ..وَلَكِنْ لَا ارِيْدُ أَنْ تُمْلِيْ مِنْ مَعْسُوْلِ الْكَلَامِ ..فَلَرُبَّمَا تُرِيْدِيْن الْتَّفْكِيْرِ فَمَا أَقُوْلُ وَالْسَّاعَةُ الْآَنَ الْوَاحِدَةُ بَعْدَ مُنْتَصَفِ الْلَّيْلِ 
..سَأَنَامُ وَأَلُقَاكِيّ غَدا .. 
سافْتَقِدِكِ .