الأربعاء، ٨ سبتمبر ٢٠١٠

الأستاذ أنيس الدغيدي واليوم السابع " الغاية لا تبرر الوسيلة "

بعد أن هدأت زوبعة الهجوم الالكتروني على موقع اليوم السابع , وبعد قرائتي لنص 

الاعتذار المقدم منهم , وايضا البلاغ المقدم من الكاتب " انيس الدغيدي " للنائب العام 

ضد من اتهمهم بالتحريض ضد روايته .
فقد هالني كم التناقضات في هذه القصة والتي جعلتني اقول بالفعل " الغاية لا تبرر 

الوسيلة " .



بالفعل كانت غاية الاستاذ (انيس الدغيدي) نبيلة وهي الدفاع عن سيدنا محمد صلي الله 

عليه وسلم عن طريق رواية يعرض ويفند بها مزاعم الغرب حول الإسلام وحول سيدنا 

محمد وتقوم الرواية على دعوة قضائية يرفعها محامي دانمركي يطالب فيها بطرد 

المسلمين من الدنمارك بوصفهم إرهابيين وتبني محامي عربي الدفاع عن القضية.



ولكن , لماذا هذا العنوان التجاري المثير للجدل " محاكمة النبي محمد " هل كان الكاتب 

يريد إثارة اكبر قدر من الجدل قبل نشر الرواية وهو يعلم تمام العلم أن شيوخ قبائل 

الزندقة والتكفير لن تتواري عن مهاجمته حتي بدون قراءة الرواية وهو ماحدث بالفعل , 

والغريب انه في اطار الإعلان عن الرواية لم يكن هناك إشارات واضحة حول مضمون 

الرواية فترك مجالا كبيرا لللغط والقيل والقال.



وقد كنت اتمني أن يبتعد كاتب كبير كالاستاذ انيس الدغيدي عن محاولة استخدام اسم 

رواية بهذا المضمون العميق والقوي في اكتساب شهرة جديدة أو مضافة حتي وإن كانت 

مستحقة , فالغاية لا تبرر الوسيلة ابدا.

والغرض من هذه السطور بعيدا عن محاولتي لعرض رأي شخصي لا يقلل بالتأكيد من 

قيمة الاستاذ انيس الدغيدي هو اننا لسنا في حاجة إلى مزيد من التناقضات في حياتنا 

حتي وان كانت من اجل غاية نبيلة فشيوخ الفضائيات - ليس كلهم بالطبع - تجدهم دائما 

في انتظار أي شيء لكي يزيدو ا اإلى شهرتهم أو محاولة لجذب الاعلانات لهذه 

الفضائيات والزج بأسمائهم في وسط المثقفين والكتاب .



ومن ناحية أخري فأنا اتسائل اليس الغرض من هذه الرواية هو محاولة ايصال صورة 

جديدة عن المسلمين للغرب فما كان الداعي للاعلان عن هذه الرواية قبل ترجمتها إلى 

بعض اللغات وهو المطلوب لايصال مضمونها وتحقيق الهدف منها , حيث اني اعتقد انا 

كمسلمين على دراية كبيرة الى حد ما بـحياة الرسول علي أفضل الصلاة والسلام واذا 

كان لنا احتياج إلى المزيد من التعريف فييكون بالكتب والبرامج المتخصصة وليس 

برواية - وهذا رأيي الشخصي -.




أما بالنسبة لجريدة وموقع اليوم السابع فاني اوجه نفس المقولة الغاية لا تبرر الوسيلة 

وفكرة الاعتذار جميلة ومحترمة للغاية ولكن لم يكن من الصعب تلافي الخطأ من 

الاساس اذا كان تم الاتفاق على اسس النشر وخصوصا اذا كان المقال أو الرواية 

المنشورة قد تعمل على ايصال حالة من البلبلة .



ومع ذلك فإني أوجه شكري لهم على رفضهم نشر الرواية - قبل القرصنة على الموقع - 

إلا بعد موافقة الأزهر على المضمون وتغير الاسم , وهوا ما كان يجب عمله منذ البداية 

درأ للضرر الناجم عن القرصنة والاعتذار أيضا.



وفي النهاية اقول " كلنا بشر ولسنا انبياء لذلك فنحن معرضون للخطأ ولكن الاهم هو 

اصلاح هذا الخطأ " وانا وجميع من يهتم بالحياة الأدبية في انتظار الرواية ولكن في 

انتظار وشغف أكبر لترجمة الرواية لتحقيق اكبر استفادة منها


والله ولي التوفيق

قال الله تعالي " و قل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون. " صدق الله العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق